❞ كتاب سيرة أحمد بن طولون ❝  ⏤ أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي

❞ كتاب سيرة أحمد بن طولون ❝ ⏤ أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي

نبذة عن الكتاب :

يدخل كتاب سيرة أحمد بن طولون في بؤرة اهتمام الباحثين والأساتذة المنشغلين بالدراسات والبحوث التاريخية؛ حيث يقع كتاب سيرة أحمد بن طولون ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية.

20 سبتمبر 835 - 10 مايو 884) هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة (254 هـ/868 - 270 هـ/884)، كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين، وكان والده من أتراك القفجاق

في عام 835 ولد أحمد بن طولون، وترجع أصوله إلى قبيلة التغزغز التُركيَّة، وتحديدًا إلى أُسرةٍ كانت تُقيمُ في بُخارى. وكان والدهُ يدعى «طولون»، واليه نُسبت الدولة التي أسسها أحمد لاحقًا، وكان طولون مملوكًا جيء به إلى نوح بن أسد الساماني عامل بُخارى وخُراسان، فأرسلهُ بِدوره هديَّةً إلى الخليفة المأمون. مع من أُرسل من المماليك التُرك في سنة 200 هـ المُوافقة لِسنة 816.، و قدأُعجب الخليفة المأمون كثيرًا بطولون الذي بدت عليه علامات النجابة والإخلاص، فحظي عنده، وازدادت مكانته لديه، فكلفه بوظائف عدَّة نجح في إدارتها بِشكلٍ ملحوظ، فولاه رئاسة الحرس، ولقَّبهُ بِأمير الستر، وظل طولون عشرين سنة يشغل هذا المنصب الهام. أنجب طولون عددًا من الأبناء من بينهم أحمد الذي يُكنى بِأبي العبَّاس، الذي وُلد في 23 رمضان 220 هـ المُوافق فيه 20 سبتمبر 835 في بغداد من جاريةٍ تُدعى «قاسم» ويقال «هاشم»،، ولكن حكى ابن عساكر عن بعض مشايخ مصر أن طولون لم يكن أباه، وإنما تبناه؛ لديانته، وحسن صوته بالقرآن، وظهور نجابته، وصيانته من صغره، وأن طولون اتفق له معه أن بعثه مرة في حاجته؛ ليأتيه بها من دار الإمارة فذهب، فإذا حظية من حظايا طولون مع بعض الخدم، وهما على فاحشة، فأخذ حاجته التي أمره بها، وكر راجعا إليه سريعا، ولم يذكر له شيئا مما رأى من الحظية والخادم، فتوهمت الحظية أن يكون أحمد قد أخبر طولون بما رأى، فجاءت إلى طولون فقالت: «إن أحمد جاءني الآن إلى المكان الفلاني، وراودني عن نفسي»، وانصرفت إلى قصرها، فوقع في نفس طولون صدقها، فاستدعى أحمد، وكتب معه كتابا، وختمه إلى بعض الأمراء، ولم يواجه أحمد بشيء مما قالت الجارية، وكان في الكتاب أن ساعة وصول حامل هذا الكتاب إليك، تضرب عنقه، وابعث برأسه سريعا إلي، فذهب بالكتاب من عند طولون، وهو لا يدري ما فيه. فاجتاز بطريقه تلك الحظية، فاستدعته إليها، فقال: «إني مشغول بهذا الكتاب؛ لأوصله إلى بعض الأمراء»، فقالت هلم فلي إليك حاجة، وأرادت أن تحقق في ذهن الملك طولون ما قالت له عنه، فحبسته عندها ليكتب لها كتابا، ثم استوهبت من أحمد الكتاب الذي أمره طولون أن يوصله إلى ذلك الأمير، فدفعه إليها فأرسلت به ذلك الخادم المذكور، فذهب بالكتاب إلى ذلك الأمير، فلما قرأه أمر بضرب عنق ذلك الخادم، وأرسل برأسه إلى الملك طولون، فتعجب الملك من ذلك، وقال:«أين أحمد؟»، فطلب له، فقال: «ويحك أخبرني كيف صنعت منذ خرجت من عندي»، فأخبره بما جرى من الأمر، ولما سمعت تلك الحظية بأن رأس الخادم قد أتى به إلى طولون أسقط في يديها، وتوهمت أن الملك قد تحقق الحال، فقامت إليه تعتذر، وتستغفر مما وقع منها مع الخادم، واعترفت بالحق وبرأت أحمد مما نسبته إليه، فحظى عند الملك طولون، وأوصى له بالملك من بعده، ونشأ أحمد تحت رعاية والده طولون، وبهذا فقد كان مُختلفًا عن نشأة أقرانه من أولاد العجم، فحرص على الابتعاد عن جو التُرك العابثين والآثمين، وكان يكره ويعيب كل ما يرتكبوه من مُنكرات، فاشتهر بين معارفه بالتقوى والصلاح، وبنفس الوقت بالشدَّة والقُوَّة والبأس لأنه تربى تربية عسكريَّة. ويبدو أنَّ الحاجة كانت ماسَّة في ذلك الوقت إلى ضابطٍ شابٍ يخدم في ثغر طرسوس، لهُ بأس لِقاء العدو والرغبة في الجهاد، ولهُ من التقوى ما يُناسب الجو الديني الخالص الذي شاع في المدينة، نظرًا لِلأهميَّة الإستراتيجيَّة والعسكريَّة الفريدة لِهذه المدينة الواقعة على الحُدود بين آسيا الصُغرى والشَّام، حيثُ ملتقى بلادُ المُسلمين ببلاد البيزنطيين؛ وفي نفس الوقت كان أحمد بن طولون قد طلب من الوزير عُبيد الله بن يحيى أن يكتب لهُ أرزاقهُ في الثغر سالِف الذِكر، وعرَّفهُ رغبتهُ في المقام به،
أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي - أبو محمد عبد الله بن محمد بن عُمير بن محفوظ المديني القُضاعي، فقيه ومؤرخ، لا تعرف سنة ولادته ويرجح أنه عاش في الثلث الثاني من القرن الرابع الهجري، يُعرف بالبلوي نسبة إلى قبيلة بَليّ المتفرعة من قبيلة قضاعة [ر]، هاجرت طائفة كبيرة من قبيلة (بَليّ) إلى الشام، ثم سيّر عمر بن الخطاب ثلثهم إلى مصر، وفيها نشأ البلويّ.

ذكره النديم صاحب «الفهرست» في جملة أسماء المصنفين من الشيعة وقال فيه: «كان واعظاً فقيهاً عالماً» وله من الكتب: كتاب «الأبواب» وكتاب «المعرفة» وكتاب «الدين وفرائضه».

وأشهر مصنفاته كتاب «سيرة أحمد بن طولون» روى فيه تاريخ ابن طولون بأسلوب قصصي، وعرض لتفاصيل أهملها المؤرخون فكان خير مرجع لتاريخ ابن طولون.

ذكر البلوي في مقدمة كتابه أنه طُلب إليه أن يكتب في سيرة ابن طولون كتاباً «يكون أكبر شرحاً وأكمل وصفاً» مما كتبه أحمد بن يوسف المعروف بابن الداية (ت330هـ/941م) فألّف الكتاب بعد ستين سنة من وفاة ابن طولون المتوفى سنة 270هـ/884م أي إنه ألفه في السنة التي توفي فيها ابن الداية، ففصّل في نشأة ابن طولون وأخبار ابنه العباس وغلامه لؤلؤ، وأشاد بفراسته وسياسته، وفصّل القول في أخبار حروبه في الثغور، وأورد قصصاً حول أدبه وعدله وكرمه، وقد اقتبس من ابن الداية خمسين قصة وردت في كتابه «المكافأة»، وزاد من عنده أربعين، قصّ فيها ما صدر عن ابن طولون من أوامر وأحاديث في مجالسه، وأكثرها يدخل في موضوع الإدارة والحكم كما قصّ أخبار مرضه ووفاته وجنازته، وتحدّث عن وصيته وثروته بأسلوب دقيق بليغ يعتمد إيراد الحوادث وتحليلها وتعليلها، ورواية الأخبار بأسانيدها على النحو الذي كان يعمد إليه الرواة وأرباب الحديث والسير في القرون الأولى، فقد كان راوية للحديث، وإن كانت روايته قد طُعن فيها، وعبارته خالية من السجع وفيها ازدواج، وألفاظه فصيحة وأسلوبه على شاكلة أسلوب الكتاب في عصره. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سيرة أحمد بن طولون ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الثقافة الدينية ❝ ❱
من كتب تاريخ العالم العربي - مكتبة كتب التاريخ.

نبذة عن الكتاب:
سيرة أحمد بن طولون

1986م - 1445هـ
نبذة عن الكتاب :

يدخل كتاب سيرة أحمد بن طولون في بؤرة اهتمام الباحثين والأساتذة المنشغلين بالدراسات والبحوث التاريخية؛ حيث يقع كتاب سيرة أحمد بن طولون ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية.

20 سبتمبر 835 - 10 مايو 884) هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة (254 هـ/868 - 270 هـ/884)، كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين، وكان والده من أتراك القفجاق

في عام 835 ولد أحمد بن طولون، وترجع أصوله إلى قبيلة التغزغز التُركيَّة، وتحديدًا إلى أُسرةٍ كانت تُقيمُ في بُخارى. وكان والدهُ يدعى «طولون»، واليه نُسبت الدولة التي أسسها أحمد لاحقًا، وكان طولون مملوكًا جيء به إلى نوح بن أسد الساماني عامل بُخارى وخُراسان، فأرسلهُ بِدوره هديَّةً إلى الخليفة المأمون. مع من أُرسل من المماليك التُرك في سنة 200 هـ المُوافقة لِسنة 816.، و قدأُعجب الخليفة المأمون كثيرًا بطولون الذي بدت عليه علامات النجابة والإخلاص، فحظي عنده، وازدادت مكانته لديه، فكلفه بوظائف عدَّة نجح في إدارتها بِشكلٍ ملحوظ، فولاه رئاسة الحرس، ولقَّبهُ بِأمير الستر، وظل طولون عشرين سنة يشغل هذا المنصب الهام. أنجب طولون عددًا من الأبناء من بينهم أحمد الذي يُكنى بِأبي العبَّاس، الذي وُلد في 23 رمضان 220 هـ المُوافق فيه 20 سبتمبر 835 في بغداد من جاريةٍ تُدعى «قاسم» ويقال «هاشم»،، ولكن حكى ابن عساكر عن بعض مشايخ مصر أن طولون لم يكن أباه، وإنما تبناه؛ لديانته، وحسن صوته بالقرآن، وظهور نجابته، وصيانته من صغره، وأن طولون اتفق له معه أن بعثه مرة في حاجته؛ ليأتيه بها من دار الإمارة فذهب، فإذا حظية من حظايا طولون مع بعض الخدم، وهما على فاحشة، فأخذ حاجته التي أمره بها، وكر راجعا إليه سريعا، ولم يذكر له شيئا مما رأى من الحظية والخادم، فتوهمت الحظية أن يكون أحمد قد أخبر طولون بما رأى، فجاءت إلى طولون فقالت: «إن أحمد جاءني الآن إلى المكان الفلاني، وراودني عن نفسي»، وانصرفت إلى قصرها، فوقع في نفس طولون صدقها، فاستدعى أحمد، وكتب معه كتابا، وختمه إلى بعض الأمراء، ولم يواجه أحمد بشيء مما قالت الجارية، وكان في الكتاب أن ساعة وصول حامل هذا الكتاب إليك، تضرب عنقه، وابعث برأسه سريعا إلي، فذهب بالكتاب من عند طولون، وهو لا يدري ما فيه. فاجتاز بطريقه تلك الحظية، فاستدعته إليها، فقال: «إني مشغول بهذا الكتاب؛ لأوصله إلى بعض الأمراء»، فقالت هلم فلي إليك حاجة، وأرادت أن تحقق في ذهن الملك طولون ما قالت له عنه، فحبسته عندها ليكتب لها كتابا، ثم استوهبت من أحمد الكتاب الذي أمره طولون أن يوصله إلى ذلك الأمير، فدفعه إليها فأرسلت به ذلك الخادم المذكور، فذهب بالكتاب إلى ذلك الأمير، فلما قرأه أمر بضرب عنق ذلك الخادم، وأرسل برأسه إلى الملك طولون، فتعجب الملك من ذلك، وقال:«أين أحمد؟»، فطلب له، فقال: «ويحك أخبرني كيف صنعت منذ خرجت من عندي»، فأخبره بما جرى من الأمر، ولما سمعت تلك الحظية بأن رأس الخادم قد أتى به إلى طولون أسقط في يديها، وتوهمت أن الملك قد تحقق الحال، فقامت إليه تعتذر، وتستغفر مما وقع منها مع الخادم، واعترفت بالحق وبرأت أحمد مما نسبته إليه، فحظى عند الملك طولون، وأوصى له بالملك من بعده، ونشأ أحمد تحت رعاية والده طولون، وبهذا فقد كان مُختلفًا عن نشأة أقرانه من أولاد العجم، فحرص على الابتعاد عن جو التُرك العابثين والآثمين، وكان يكره ويعيب كل ما يرتكبوه من مُنكرات، فاشتهر بين معارفه بالتقوى والصلاح، وبنفس الوقت بالشدَّة والقُوَّة والبأس لأنه تربى تربية عسكريَّة. ويبدو أنَّ الحاجة كانت ماسَّة في ذلك الوقت إلى ضابطٍ شابٍ يخدم في ثغر طرسوس، لهُ بأس لِقاء العدو والرغبة في الجهاد، ولهُ من التقوى ما يُناسب الجو الديني الخالص الذي شاع في المدينة، نظرًا لِلأهميَّة الإستراتيجيَّة والعسكريَّة الفريدة لِهذه المدينة الواقعة على الحُدود بين آسيا الصُغرى والشَّام، حيثُ ملتقى بلادُ المُسلمين ببلاد البيزنطيين؛ وفي نفس الوقت كان أحمد بن طولون قد طلب من الوزير عُبيد الله بن يحيى أن يكتب لهُ أرزاقهُ في الثغر سالِف الذِكر، وعرَّفهُ رغبتهُ في المقام به، .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة عن الكتاب :

يدخل كتاب سيرة أحمد بن طولون في بؤرة اهتمام الباحثين والأساتذة المنشغلين بالدراسات والبحوث التاريخية؛ حيث يقع كتاب سيرة أحمد بن طولون ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع قريبة الصلة من الجغرافيا والآثار والتاريخ الاجتماعي وغيرها من التخصصات الاجتماعية. 

 20 سبتمبر 835 - 10 مايو 884) هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة (254 هـ/868 - 270 هـ/884)، كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين، وكان والده من أتراك القفجاق

في عام 835 ولد أحمد بن طولون، وترجع أصوله إلى قبيلة التغزغز التُركيَّة، وتحديدًا إلى أُسرةٍ كانت تُقيمُ في بُخارى. وكان والدهُ يدعى «طولون»، واليه نُسبت الدولة التي أسسها أحمد لاحقًا، وكان طولون مملوكًا جيء به إلى نوح بن أسد الساماني عامل بُخارى وخُراسان، فأرسلهُ بِدوره هديَّةً إلى الخليفة المأمون. مع من أُرسل من المماليك التُرك في سنة 200 هـ المُوافقة لِسنة 816.، و قدأُعجب الخليفة المأمون كثيرًا بطولون الذي بدت عليه علامات النجابة والإخلاص، فحظي عنده، وازدادت مكانته لديه، فكلفه بوظائف عدَّة نجح في إدارتها بِشكلٍ ملحوظ، فولاه رئاسة الحرس، ولقَّبهُ بِأمير الستر، وظل طولون عشرين سنة يشغل هذا المنصب الهام. أنجب طولون عددًا من الأبناء من بينهم أحمد الذي يُكنى بِأبي العبَّاس، الذي وُلد في 23 رمضان 220 هـ المُوافق فيه 20 سبتمبر 835 في بغداد من جاريةٍ تُدعى «قاسم» ويقال «هاشم»،، ولكن حكى ابن عساكر عن بعض مشايخ مصر أن طولون لم يكن أباه، وإنما تبناه؛ لديانته، وحسن صوته بالقرآن، وظهور نجابته، وصيانته من صغره، وأن طولون اتفق له معه أن بعثه مرة في حاجته؛ ليأتيه بها من دار الإمارة فذهب، فإذا حظية من حظايا طولون مع بعض الخدم، وهما على فاحشة، فأخذ حاجته التي أمره بها، وكر راجعا إليه سريعا، ولم يذكر له شيئا مما رأى من الحظية والخادم، فتوهمت الحظية أن يكون أحمد قد أخبر طولون بما رأى، فجاءت إلى طولون فقالت: «إن أحمد جاءني الآن إلى المكان الفلاني، وراودني عن نفسي»، وانصرفت إلى قصرها، فوقع في نفس طولون صدقها، فاستدعى أحمد، وكتب معه كتابا، وختمه إلى بعض الأمراء، ولم يواجه أحمد بشيء مما قالت الجارية، وكان في الكتاب أن ساعة وصول حامل هذا الكتاب إليك، تضرب عنقه، وابعث برأسه سريعا إلي، فذهب بالكتاب من عند طولون، وهو لا يدري ما فيه. فاجتاز بطريقه تلك الحظية، فاستدعته إليها، فقال: «إني مشغول بهذا الكتاب؛ لأوصله إلى بعض الأمراء»، فقالت هلم فلي إليك حاجة، وأرادت أن تحقق في ذهن الملك طولون ما قالت له عنه، فحبسته عندها ليكتب لها كتابا، ثم استوهبت من أحمد الكتاب الذي أمره طولون أن يوصله إلى ذلك الأمير، فدفعه إليها فأرسلت به ذلك الخادم المذكور، فذهب بالكتاب إلى ذلك الأمير، فلما قرأه أمر بضرب عنق ذلك الخادم، وأرسل برأسه إلى الملك طولون، فتعجب الملك من ذلك، وقال:«أين أحمد؟»، فطلب له، فقال: «ويحك أخبرني كيف صنعت منذ خرجت من عندي»، فأخبره بما جرى من الأمر، ولما سمعت تلك الحظية بأن رأس الخادم قد أتى به إلى طولون أسقط في يديها، وتوهمت أن الملك قد تحقق الحال، فقامت إليه تعتذر، وتستغفر مما وقع منها مع الخادم، واعترفت بالحق وبرأت أحمد مما نسبته إليه، فحظى عند الملك طولون، وأوصى له بالملك من بعده، ونشأ أحمد تحت رعاية والده طولون، وبهذا فقد كان مُختلفًا عن نشأة أقرانه من أولاد العجم، فحرص على الابتعاد عن جو التُرك العابثين والآثمين، وكان يكره ويعيب كل ما يرتكبوه من مُنكرات، فاشتهر بين معارفه بالتقوى والصلاح، وبنفس الوقت بالشدَّة والقُوَّة والبأس لأنه تربى تربية عسكريَّة. ويبدو أنَّ الحاجة كانت ماسَّة في ذلك الوقت إلى ضابطٍ شابٍ يخدم في ثغر طرسوس، لهُ بأس لِقاء العدو والرغبة في الجهاد، ولهُ من التقوى ما يُناسب الجو الديني الخالص الذي شاع في المدينة، نظرًا لِلأهميَّة الإستراتيجيَّة والعسكريَّة الفريدة لِهذه المدينة الواقعة على الحُدود بين آسيا الصُغرى والشَّام، حيثُ ملتقى بلادُ المُسلمين ببلاد البيزنطيين؛ وفي نفس الوقت كان أحمد بن طولون قد طلب من الوزير عُبيد الله بن يحيى أن يكتب لهُ أرزاقهُ في الثغر سالِف الذِكر، وعرَّفهُ رغبتهُ في المقام به،



سنة النشر : 1986م / 1406هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 8.9 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة سيرة أحمد بن طولون

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل سيرة أحمد بن طولون
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي - Abu Muhammad Abdullah bin Muhammad al Madaini al Balawi

كتب أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عُمير بن محفوظ المديني القُضاعي، فقيه ومؤرخ، لا تعرف سنة ولادته ويرجح أنه عاش في الثلث الثاني من القرن الرابع الهجري، يُعرف بالبلوي نسبة إلى قبيلة بَليّ المتفرعة من قبيلة قضاعة [ر]، هاجرت طائفة كبيرة من قبيلة (بَليّ) إلى الشام، ثم سيّر عمر بن الخطاب ثلثهم إلى مصر، وفيها نشأ البلويّ. ذكره النديم صاحب «الفهرست» في جملة أسماء المصنفين من الشيعة وقال فيه: «كان واعظاً فقيهاً عالماً» وله من الكتب: كتاب «الأبواب» وكتاب «المعرفة» وكتاب «الدين وفرائضه». وأشهر مصنفاته كتاب «سيرة أحمد بن طولون» روى فيه تاريخ ابن طولون بأسلوب قصصي، وعرض لتفاصيل أهملها المؤرخون فكان خير مرجع لتاريخ ابن طولون. ذكر البلوي في مقدمة كتابه أنه طُلب إليه أن يكتب في سيرة ابن طولون كتاباً «يكون أكبر شرحاً وأكمل وصفاً» مما كتبه أحمد بن يوسف المعروف بابن الداية (ت330هـ/941م) فألّف الكتاب بعد ستين سنة من وفاة ابن طولون المتوفى سنة 270هـ/884م أي إنه ألفه في السنة التي توفي فيها ابن الداية، ففصّل في نشأة ابن طولون وأخبار ابنه العباس وغلامه لؤلؤ، وأشاد بفراسته وسياسته، وفصّل القول في أخبار حروبه في الثغور، وأورد قصصاً حول أدبه وعدله وكرمه، وقد اقتبس من ابن الداية خمسين قصة وردت في كتابه «المكافأة»، وزاد من عنده أربعين، قصّ فيها ما صدر عن ابن طولون من أوامر وأحاديث في مجالسه، وأكثرها يدخل في موضوع الإدارة والحكم كما قصّ أخبار مرضه ووفاته وجنازته، وتحدّث عن وصيته وثروته بأسلوب دقيق بليغ يعتمد إيراد الحوادث وتحليلها وتعليلها، ورواية الأخبار بأسانيدها على النحو الذي كان يعمد إليه الرواة وأرباب الحديث والسير في القرون الأولى، فقد كان راوية للحديث، وإن كانت روايته قد طُعن فيها، وعبارته خالية من السجع وفيها ازدواج، وألفاظه فصيحة وأسلوبه على شاكلة أسلوب الكتاب في عصره.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سيرة أحمد بن طولون ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الثقافة الدينية ❝ ❱. المزيد..

كتب أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي
الناشر:
مكتبة الثقافة الدينية
كتب  مكتبة الثقافة الدينية ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الطب الروحاني (ت: ابن الجوزي) ❝ ❞ نزهة المشتاق فى اختراق الآفاق ❝ ❞ تاريخ الدولة الزيانية بتلمسان ❝ ❞ الذخائر والعبقريات معجم ثقافي جامع ❝ ❞ أسنى المتاجر في بيان أحكام من غلب على وطنه النصارى ولم يهاجر وما يترتب عليه من العقوبات والزواجر ❝ ❞ تاريخ الفكر الأندلسي ❝ ❞ رسالتان في اللغة الفرق والشاء ❝ ❞ فعلت وأفعلت ❝ ❞ مجمل تاريخ دمياط سياسيا وإقتصاديا* ❝ ❞ معجم شيوخ الأبرقوهي (ط. الثقافة الدينية) ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ ابن كثير الدمشقي ❝ ❞ حسين مؤنس ❝ ❞ تقي الدين المقريزي ❝ ❞ الأصمعي ❝ ❞ أبو عبيد القاسم بن سلام ❝ ❞ محمد الإدريسي الهاشمي القرشي ❝ ❞ أبو إسحاق الزجاج ❝ ❞ أحمد عمر هاشم ❝ ❞ ابن الأبار ❝ ❞ يوسف كرم ❝ ❞ أنور محمود زناتي ❝ ❞ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ❝ ❞ عبد الرحمن البرقوقي ❝ ❞ جمال الدين الشيال ❝ ❞ ابن فرحون المالكي ❝ ❞ المطهر بن طاهر المقدسي ❝ ❞ أحمد بن يحي بن محمد التلمساني الونشريسي أبو العباس ❝ ❞ ابن زيدان عبد الرحمن بن محمد السجلماسي ❝ ❞ محمد علي محمد الشوكاني الحسن بن عبد الله العسكري أبو هلال ابن عساكر أبو القاسم محمد بن محمد ابن ظهيرة المكي ❝ ❞ محمد الثاني بن عمر بن موسى أبو عبد الرحمن ❝ ❞ محب الدين الخطيب علي علي منصور محمد كرد علي محمد فاضل ❝ ❞ أبو محمد أحمد بن محمد ابن عربشاه ❝ ❞ د.عبدالوهاب عزام ❝ ❞ أحمد عبد الرحيم السايح ❝ ❞ أبى عبد الله محمد بن أبى بكر الزهرى ❝ ❞ ابن جماعة ❝ ❞ آنجل جنثالث بالنثيا ❝ ❞ طاليس المليطي ❝ ❞ محمد بن حبيب البغدادي ❝ ❞ سراج الدين ابن الوردي ❝ ❞ أحمد بن محمد بن أحمد الحضراوى ❝ ❞ جرجس بن العميد ❝ ❞ لابن الأحمر ❝ ❞ د. عبد المنعم فؤاد ❝ ❞ أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤبدعلي الأبرقوهي سعد الدين مسعود بن محمد بن مسعود الحارثي ❝ ❞ عمر البرغوثي..خليل طوطح ❝ ❞ أبو محمد عبد الله بن محمد المديني البلوي ❝ ❞ عبد الله عفيفي ❝ ❞ محمد بن محمد بن يحيى زيارة ❝ ❞ علي ظريف الاعظمي ❝ ❞ محمد بن مالك الطائي النحوي ❝ ❞ ألفريد البستاني ❝ ❞ أبي جعفر أحمد بن إبراهيم الغرناطي ❝ ❞ محمد بن عبد العزيز القرشى ❝ ❞ أبى الحسن على بن أبى بكر الهروى ❝ ❞ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي ❝ ❱.المزيد.. كتب مكتبة الثقافة الدينية