❞ كتاب الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح ❝  ⏤ عبد الستار الشيخ الدمشقي

❞ كتاب الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح ❝ ⏤ عبد الستار الشيخ الدمشقي

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (13 شوال 194 هـ - 1 شوال 256 هـ) / (20 يوليو 810 م - 1 سبتمبر 870 م). أحد كبار الحفّاظ(1) الفقهاء من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. وقد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً. نشأ يتيماً وطلب العلم منذ صغره ورحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث. اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.(2) وتتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح. ومن أوّل من ألّف في تاريخ الرجال. امتُحن أواخر حياته وتُعصّب عليه حتى أُخرج من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفِّي بها.

بعد المحنة التي حصلت للإمام البخاري مع أمير بخارى توجّه بعدها إلى خرتنك، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم. فأقام مدة من الزمن فمرض واشتد مرضه. وقد سُمع ليلةً من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: «اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك.» وروى محمد بن أبي حاتم قصة وفاته فقال: «سمعت غالب بن جبريل وهو الذى نزل عليه أبو عبد الله يقول: أقام أبو عبد الله عندنا أياماً فمرض واشتد به المرض، حتى جاء رسول إلى سمرقند بإخراجه، فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خفيه وتعمم، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخر معى يقود الدابة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني فقد ضعفت. فدعا بدعوات ثم اضطجع، فقضى رحمه الله. فسال منه من العرق شئ لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا: أن كفنونى في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك. فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية فدام على ذلك أياماً، ثم علت سوارى بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون. وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم يكن يقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر. وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهر التوبة والندامة.» وروى الخطيب البغدادي قال: «أخبرنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه قال: حدثنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قال: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه، وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.»

وكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن، وكان عمره آنذاك اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما. وقبره معروف إلى الآن وله ضريح مشهور في سمرقند.

ثناء العلماء عليه
كان البخاري موضع تقدير من شيوخه وأقرانه فتحدثوا عنه بما هو أهله وأثنوا عليه، قال النووي: «واعلم أن وصف البخاري، رحمه الله، بارتفاع المحل والتقدم في هذا العلم على الأماثل والأقران، متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان، ويكفى في فضله أن معظم من أثنى عليه ونشر مناقبه شيوخه الأعلام المبرزون، والحُذَّاق المتقنون.» وكذلك غيرهم ممن عاصره أو جاء بعده، فمن أقوال العلماء فيه:

قال أحمد بن حنبل: «ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري.»
وقال قتيبة بن سعيد: «يا هؤلاء، نظرت في الحديث وفي الرأي، وجالست الفقهاء والزهاد والعباد، فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل.»
وقال أبو حاتم الرازي: «محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق.»
وقال محمد بن أبي حاتم: «سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.» وقال: «سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: لو قدرت أن أزيد من عمري في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموت محمد بن إسماعيل فيه ذهاب العلم.»
وقال مسلم بن الحجاج للبخاري: «دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.»
وقال الترمذي: «لم أر أحدا بالعراق، ولا بخراسان، في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن إسماعيل.»
وقال أبو أحمد الحاكم: «كان البخاري أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه. ولو قلت: إني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجوت أن أكون صادقا.»
وقال ابن خزيمة: «ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري.»
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: «حدّثني حاتم بن مالك الورّاق قال:سمعت علماء مكة يقولون: محمد بن إسماعيل إمامنا، وفقيهنا وفقيه خراسان.»
وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: «هو إمام أهل الحديث بلا خلاف بين أهل النقل.»
وقال أبو الحجاج المزي: «إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام.»
وقال الذهبي: «البخاري شيخ الإسلام وإمام الحفاظ. كان رأسًا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسًا في الورع والعبادة.» وقال: «كان من أوعية العلم، يتوقد ذكاء، ولم يخلف بعده مثله.»
وقال ابن كثير: «أبو عبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه.»
وقال زين الدين العراقي: «البخاري الحافظ العلم أمير المؤمنين في الحديث.»
وقال تاج الدين السبكي: «كان البخاري إمام المسلمين وقدوة المؤمنين وشيخ الموحدين والمعول عليه في أحاديث سيد المرسلين.»
وقال شمس الدين الكرماني: «البخاري إمام أئمة الحديث، والمقتدى به في هذا الشأن.»
وقال ابن حجر العسقلاني: «أبو عبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث.» وقال: «هو الإمام العلم الفرد تاج الفقهاء، عمدة المحدثين، سيد الحفاظ.»
وقال ابن ناصر الدين: «تخرج به أرباب الدراية، وانتفع به أهل الرواية، وكان فرد زمانه، حافظاً للسانه، ورعاً في جميع شأنه، هذا مع علمه العزيز، وإتقانه الكثير، وشدة عنايته بالأخبار، وجودة حفظه للسنن والآثار، ومعرفته بالتاريخ وأيام الناس ونقدهم، مع حفظ أوقاته وساعاته، والعبادة الدائمة إلى مماته. ولقد كان كبير الشأن، جليل القدر، عديم النظير، لم ير أحد شكله، ولم يخلف بعده مثله.»
وقال الشوكاني: «البخاري حافظ الإسلام وإمام أئمته الأعلام.»
وغيرهم كثير. قال ابن حجر العسقلاني: «ولو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفنى القرطاس ونفدت الأنفاس فذاك بحر لا ساحل له.»

من أقواله
«ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.»
«لا أعلم شيئا يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة.»
«ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي.»
«ما أردت أن أتكلم بكلامٍ فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه.»
«أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.»
في الثقافة العامة

كان من مكانة الإمام البخاري الكبيرة أن اطلق اسمه تكريماً على عدد كبير من المساجد والمدارس والمعاهد وغيرها من الصروح في مختلف دول العالم. ومنها مسجد مؤسسة البخاري في كوالالمبور،ماليزيا. وغيرها من المساجد في مدن العالم كالزقازيق وطنطا وبورسعيد والمدينة النبوية ووهران والدمام والخبر ووجلجولية وغيرها. ومن المعاهد: معاهد البخاري الأزهرية للغات في القاهرة ومعهد الإمام البخاري للدراسات الإسلامية في عكار. ومعهد الإمام البخاري في بوسطن ومعهد البخاري في مينيابولس. وغيرها من المدارس الابتدائية والثانوية المنتشرة في أرجاء العالم. ومن صور تقديره والحفاوة به إصدار طابعا بريديا يُظهر رسماً تعبيرياً له في مصر عام 1969م.

أدبيّاً
تناول العديد من العلماء والمؤرخون والكتّاب سيرة حياة الإمام البخاري وعرضوها سرداً وتحليلاً وأُلّفت عنه المصنّفات والرسائل والأطروحات. وتنوّعت موضوعات هذه المؤلفات فاقتصر بعضها على عرض ترجمته من خلال سبر أخباره في كتب التاريخ والطبقات والرجال، وتوسّع بعضها في تناول جميع ما تعلّق به سواءً من أخبار وتراجم شيوخه وتلاميذه ورحلاته في البلدان والأمصار أو من لقيهم وحدّث عنهم ومن تكلّم فيهم، أو عن منهجه في تصحيح وتضعيف الأحاديث في كتاب الجامع الصحيح والفوائد الفقهية المستنبطة من تراجم أبوابه، وما تكلّم به العلماء من دراسة ونقد للكتاب وردود واعتراضات العلماء عليها وما يختص بذلك من أمور الصنعة الحديثية. بالإضافة إلى عناية العلماء بكتاب الصحيح ومؤلفاتهم حوله من شروح ومختصرات وتعاليق ومستدركات ومستخرجات وغيرها من المسائل.


ومن أشهر هذه المؤلفات:

جزء فيه ترجمة البخاري، للذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة مؤسسة الريان)
تحفة الإخباري بترجمة البخاري، لابن ناصر الدين، محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي. (تحميل الكتاب Bok) (طبعة دار البشائر الإسلامية)
هداية الساري لسيرة البخاري، لابن حجر العسقلاني. (طبعته دار البشائر)
الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري، لإسماعيل بن محمد العجلوني. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار النوادر)
الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح، لعبد الستار الشيخ. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار القلم)
الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين، لتقي الدين الندوي المظاهري. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار القلم)
سيرة الإمام البخاري سيّد الفقهاء وإمام المحدّثين، لعبد السلام المباركفوري. (تحميل الكتاب PDF: المجلد الأول - المجلد الثاني) (طبعة دار عالم الفوائد)
حياة البخاري، لمحمد جمال الدين القاسمي. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار النفائس)
الإمام البخاري محدثًا وفقيهًا، للحسيني عبد المجيد هاشم. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة مؤسسة مصر العربية للنشر)
إعلاميّاً



البخاري إمام المحدثين، وأحد أكابر أعلام الهدى، الذين رفع الله ذكرهم، وخلد مآثرهم، وواحد من صفوة الصفوة الذين غرس الله محبتهم في القلوب، ورسخ تبجيلهم في النفوس، وسخر أقلام العلماء في القديم والحديث لتدوين سيرته، وإبراز مناقبه، وتسجيل مفاخره، ونشر مآثره، وتخليد آثاره. كان الإمام البخاري ذا ذا قدم راسخة في الورع والزهد، شريف النفس، شديد الاتباع للسنة، كثير العبادة، غاية في الشجاعة والسخاء، والكرم والعطاء وحسن العشرة، ولين العريكة.
عبد الستار الشيخ الدمشقي - عبد الستار الشيخ الدمشقي حفظه الله ،من مواليد دمشق ، الغوطة الغربية ، الكسوة عام 1955 م 1ـ حصل على الإجازة في علوم الحياة البيولوجيا من جامعة دمشق عام 1980 م .2ـ إجازة في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي ببيروت عام 2003 م . ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ❝ ❞ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم ❝ ❞ عبد الله بن مسعود عميد حملة القرآن وكبير فقهاء الإسلام ❝ ❞ الإمام الأوزاعي شيخ الإسلام وعالم أهل الشام ❝ ❞ الحافظ الذهبي مؤرخ الاسلام ناقد المحدثين إمام المعدلين والمجرحين ❝ ❞ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين والمفتى عليه في العالمين ❝ ❞ فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم الحسنين رضي الله عنهما ❝ ❞ أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ عثمان بن عفان رضي الله عنه الحيي السخي ذو الالكتبين ❝ الناشرين : ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح

2007م - 1445هـ
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (13 شوال 194 هـ - 1 شوال 256 هـ) / (20 يوليو 810 م - 1 سبتمبر 870 م). أحد كبار الحفّاظ(1) الفقهاء من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. وقد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً. نشأ يتيماً وطلب العلم منذ صغره ورحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث. اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.(2) وتتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح. ومن أوّل من ألّف في تاريخ الرجال. امتُحن أواخر حياته وتُعصّب عليه حتى أُخرج من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفِّي بها.

بعد المحنة التي حصلت للإمام البخاري مع أمير بخارى توجّه بعدها إلى خرتنك، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم. فأقام مدة من الزمن فمرض واشتد مرضه. وقد سُمع ليلةً من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: «اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك.» وروى محمد بن أبي حاتم قصة وفاته فقال: «سمعت غالب بن جبريل وهو الذى نزل عليه أبو عبد الله يقول: أقام أبو عبد الله عندنا أياماً فمرض واشتد به المرض، حتى جاء رسول إلى سمرقند بإخراجه، فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خفيه وتعمم، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخر معى يقود الدابة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني فقد ضعفت. فدعا بدعوات ثم اضطجع، فقضى رحمه الله. فسال منه من العرق شئ لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا: أن كفنونى في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك. فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية فدام على ذلك أياماً، ثم علت سوارى بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون. وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم يكن يقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر. وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهر التوبة والندامة.» وروى الخطيب البغدادي قال: «أخبرنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه قال: حدثنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قال: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه، وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.»

وكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن، وكان عمره آنذاك اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما. وقبره معروف إلى الآن وله ضريح مشهور في سمرقند.

ثناء العلماء عليه
كان البخاري موضع تقدير من شيوخه وأقرانه فتحدثوا عنه بما هو أهله وأثنوا عليه، قال النووي: «واعلم أن وصف البخاري، رحمه الله، بارتفاع المحل والتقدم في هذا العلم على الأماثل والأقران، متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان، ويكفى في فضله أن معظم من أثنى عليه ونشر مناقبه شيوخه الأعلام المبرزون، والحُذَّاق المتقنون.» وكذلك غيرهم ممن عاصره أو جاء بعده، فمن أقوال العلماء فيه:

قال أحمد بن حنبل: «ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري.»
وقال قتيبة بن سعيد: «يا هؤلاء، نظرت في الحديث وفي الرأي، وجالست الفقهاء والزهاد والعباد، فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل.»
وقال أبو حاتم الرازي: «محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق.»
وقال محمد بن أبي حاتم: «سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.» وقال: «سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: لو قدرت أن أزيد من عمري في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموت محمد بن إسماعيل فيه ذهاب العلم.»
وقال مسلم بن الحجاج للبخاري: «دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.»
وقال الترمذي: «لم أر أحدا بالعراق، ولا بخراسان، في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن إسماعيل.»
وقال أبو أحمد الحاكم: «كان البخاري أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه. ولو قلت: إني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجوت أن أكون صادقا.»
وقال ابن خزيمة: «ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري.»
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: «حدّثني حاتم بن مالك الورّاق قال:سمعت علماء مكة يقولون: محمد بن إسماعيل إمامنا، وفقيهنا وفقيه خراسان.»
وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: «هو إمام أهل الحديث بلا خلاف بين أهل النقل.»
وقال أبو الحجاج المزي: «إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام.»
وقال الذهبي: «البخاري شيخ الإسلام وإمام الحفاظ. كان رأسًا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسًا في الورع والعبادة.» وقال: «كان من أوعية العلم، يتوقد ذكاء، ولم يخلف بعده مثله.»
وقال ابن كثير: «أبو عبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه.»
وقال زين الدين العراقي: «البخاري الحافظ العلم أمير المؤمنين في الحديث.»
وقال تاج الدين السبكي: «كان البخاري إمام المسلمين وقدوة المؤمنين وشيخ الموحدين والمعول عليه في أحاديث سيد المرسلين.»
وقال شمس الدين الكرماني: «البخاري إمام أئمة الحديث، والمقتدى به في هذا الشأن.»
وقال ابن حجر العسقلاني: «أبو عبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث.» وقال: «هو الإمام العلم الفرد تاج الفقهاء، عمدة المحدثين، سيد الحفاظ.»
وقال ابن ناصر الدين: «تخرج به أرباب الدراية، وانتفع به أهل الرواية، وكان فرد زمانه، حافظاً للسانه، ورعاً في جميع شأنه، هذا مع علمه العزيز، وإتقانه الكثير، وشدة عنايته بالأخبار، وجودة حفظه للسنن والآثار، ومعرفته بالتاريخ وأيام الناس ونقدهم، مع حفظ أوقاته وساعاته، والعبادة الدائمة إلى مماته. ولقد كان كبير الشأن، جليل القدر، عديم النظير، لم ير أحد شكله، ولم يخلف بعده مثله.»
وقال الشوكاني: «البخاري حافظ الإسلام وإمام أئمته الأعلام.»
وغيرهم كثير. قال ابن حجر العسقلاني: «ولو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفنى القرطاس ونفدت الأنفاس فذاك بحر لا ساحل له.»

من أقواله
«ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.»
«لا أعلم شيئا يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة.»
«ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي.»
«ما أردت أن أتكلم بكلامٍ فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه.»
«أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.»
في الثقافة العامة

كان من مكانة الإمام البخاري الكبيرة أن اطلق اسمه تكريماً على عدد كبير من المساجد والمدارس والمعاهد وغيرها من الصروح في مختلف دول العالم. ومنها مسجد مؤسسة البخاري في كوالالمبور،ماليزيا. وغيرها من المساجد في مدن العالم كالزقازيق وطنطا وبورسعيد والمدينة النبوية ووهران والدمام والخبر ووجلجولية وغيرها. ومن المعاهد: معاهد البخاري الأزهرية للغات في القاهرة ومعهد الإمام البخاري للدراسات الإسلامية في عكار. ومعهد الإمام البخاري في بوسطن ومعهد البخاري في مينيابولس. وغيرها من المدارس الابتدائية والثانوية المنتشرة في أرجاء العالم. ومن صور تقديره والحفاوة به إصدار طابعا بريديا يُظهر رسماً تعبيرياً له في مصر عام 1969م.

أدبيّاً
تناول العديد من العلماء والمؤرخون والكتّاب سيرة حياة الإمام البخاري وعرضوها سرداً وتحليلاً وأُلّفت عنه المصنّفات والرسائل والأطروحات. وتنوّعت موضوعات هذه المؤلفات فاقتصر بعضها على عرض ترجمته من خلال سبر أخباره في كتب التاريخ والطبقات والرجال، وتوسّع بعضها في تناول جميع ما تعلّق به سواءً من أخبار وتراجم شيوخه وتلاميذه ورحلاته في البلدان والأمصار أو من لقيهم وحدّث عنهم ومن تكلّم فيهم، أو عن منهجه في تصحيح وتضعيف الأحاديث في كتاب الجامع الصحيح والفوائد الفقهية المستنبطة من تراجم أبوابه، وما تكلّم به العلماء من دراسة ونقد للكتاب وردود واعتراضات العلماء عليها وما يختص بذلك من أمور الصنعة الحديثية. بالإضافة إلى عناية العلماء بكتاب الصحيح ومؤلفاتهم حوله من شروح ومختصرات وتعاليق ومستدركات ومستخرجات وغيرها من المسائل.


ومن أشهر هذه المؤلفات:

جزء فيه ترجمة البخاري، للذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة مؤسسة الريان)
تحفة الإخباري بترجمة البخاري، لابن ناصر الدين، محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي. (تحميل الكتاب Bok) (طبعة دار البشائر الإسلامية)
هداية الساري لسيرة البخاري، لابن حجر العسقلاني. (طبعته دار البشائر)
الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري، لإسماعيل بن محمد العجلوني. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار النوادر)
الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح، لعبد الستار الشيخ. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار القلم)
الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين، لتقي الدين الندوي المظاهري. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار القلم)
سيرة الإمام البخاري سيّد الفقهاء وإمام المحدّثين، لعبد السلام المباركفوري. (تحميل الكتاب PDF: المجلد الأول - المجلد الثاني) (طبعة دار عالم الفوائد)
حياة البخاري، لمحمد جمال الدين القاسمي. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار النفائس)
الإمام البخاري محدثًا وفقيهًا، للحسيني عبد المجيد هاشم. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة مؤسسة مصر العربية للنشر)
إعلاميّاً



البخاري إمام المحدثين، وأحد أكابر أعلام الهدى، الذين رفع الله ذكرهم، وخلد مآثرهم، وواحد من صفوة الصفوة الذين غرس الله محبتهم في القلوب، ورسخ تبجيلهم في النفوس، وسخر أقلام العلماء في القديم والحديث لتدوين سيرته، وإبراز مناقبه، وتسجيل مفاخره، ونشر مآثره، وتخليد آثاره. كان الإمام البخاري ذا ذا قدم راسخة في الورع والزهد، شريف النفس، شديد الاتباع للسنة، كثير العبادة، غاية في الشجاعة والسخاء، والكرم والعطاء وحسن العشرة، ولين العريكة. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (13 شوال 194 هـ - 1 شوال 256 هـ) / (20 يوليو 810 م - 1 سبتمبر 870 م). أحد كبار الحفّاظ(1) الفقهاء من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. وقد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً. نشأ يتيماً وطلب العلم منذ صغره ورحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث. اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.(2) وتتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح. ومن أوّل من ألّف في تاريخ الرجال. امتُحن أواخر حياته وتُعصّب عليه حتى أُخرج من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفِّي بها.

بعد المحنة التي حصلت للإمام البخاري مع أمير بخارى توجّه بعدها إلى خرتنك، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم. فأقام مدة من الزمن فمرض واشتد مرضه. وقد سُمع ليلةً من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: «اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك.» وروى محمد بن أبي حاتم قصة وفاته فقال: «سمعت غالب بن جبريل وهو الذى نزل عليه أبو عبد الله يقول: أقام أبو عبد الله عندنا أياماً فمرض واشتد به المرض، حتى جاء رسول إلى سمرقند بإخراجه، فلما وافى تهيأ للركوب، فلبس خفيه وتعمم، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخر معى يقود الدابة ليركبها، فقال رحمه الله: أرسلوني فقد ضعفت. فدعا بدعوات ثم اضطجع، فقضى رحمه الله. فسال منه من العرق شئ لا يوصف. فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه. وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا: أن كفنونى في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك. فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية فدام على ذلك أياماً، ثم علت سوارى بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون. وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم يكن يقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشباً مشبكاً لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر. وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهر التوبة والندامة.» وروى الخطيب البغدادي قال: «أخبرنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه قال: حدثنا محمد بن محمد بن مكي الجرجاني قال: سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسى قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه، وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد السلام. فقلت: ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فلما كان بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.»

وكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن، وكان عمره آنذاك اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما. وقبره معروف إلى الآن وله ضريح مشهور في سمرقند.

ثناء العلماء عليه
كان البخاري موضع تقدير من شيوخه وأقرانه فتحدثوا عنه بما هو أهله وأثنوا عليه، قال النووي: «واعلم أن وصف البخاري، رحمه الله، بارتفاع المحل والتقدم في هذا العلم على الأماثل والأقران، متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان، ويكفى في فضله أن معظم من أثنى عليه ونشر مناقبه شيوخه الأعلام المبرزون، والحُذَّاق المتقنون.» وكذلك غيرهم ممن عاصره أو جاء بعده، فمن أقوال العلماء فيه:

قال أحمد بن حنبل: «ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري.»
وقال قتيبة بن سعيد: «يا هؤلاء، نظرت في الحديث وفي الرأي، وجالست الفقهاء والزهاد والعباد، فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل.»
وقال أبو حاتم الرازي: «محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق.»
وقال محمد بن أبي حاتم: «سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.» وقال: «سمعت يحيى بن جعفر البيكندي يقول: لو قدرت أن أزيد من عمري في عمر محمد بن إسماعيل لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموت محمد بن إسماعيل فيه ذهاب العلم.»
وقال مسلم بن الحجاج للبخاري: «دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.»
وقال الترمذي: «لم أر أحدا بالعراق، ولا بخراسان، في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن إسماعيل.»
وقال أبو أحمد الحاكم: «كان البخاري أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه. ولو قلت: إني لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن لرجوت أن أكون صادقا.»
وقال ابن خزيمة: «ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري.»
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: «حدّثني حاتم بن مالك الورّاق قال:سمعت علماء مكة يقولون: محمد بن إسماعيل إمامنا، وفقيهنا وفقيه خراسان.»
وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: «هو إمام أهل الحديث بلا خلاف بين أهل النقل.»
وقال أبو الحجاج المزي: «إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام.»
وقال الذهبي: «البخاري شيخ الإسلام وإمام الحفاظ. كان رأسًا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسًا في الورع والعبادة.» وقال: «كان من أوعية العلم، يتوقد ذكاء، ولم يخلف بعده مثله.»
وقال ابن كثير: «أبو عبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه.»
وقال زين الدين العراقي: «البخاري الحافظ العلم أمير المؤمنين في الحديث.»
وقال تاج الدين السبكي: «كان البخاري إمام المسلمين وقدوة المؤمنين وشيخ الموحدين والمعول عليه في أحاديث سيد المرسلين.»
وقال شمس الدين الكرماني: «البخاري إمام أئمة الحديث، والمقتدى به في هذا الشأن.»
وقال ابن حجر العسقلاني: «أبو عبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث.» وقال: «هو الإمام العلم الفرد تاج الفقهاء، عمدة المحدثين، سيد الحفاظ.»
وقال ابن ناصر الدين: «تخرج به أرباب الدراية، وانتفع به أهل الرواية، وكان فرد زمانه، حافظاً للسانه، ورعاً في جميع شأنه، هذا مع علمه العزيز، وإتقانه الكثير، وشدة عنايته بالأخبار، وجودة حفظه للسنن والآثار، ومعرفته بالتاريخ وأيام الناس ونقدهم، مع حفظ أوقاته وساعاته، والعبادة الدائمة إلى مماته. ولقد كان كبير الشأن، جليل القدر، عديم النظير، لم ير أحد شكله، ولم يخلف بعده مثله.»
وقال الشوكاني: «البخاري حافظ الإسلام وإمام أئمته الأعلام.»
وغيرهم كثير. قال ابن حجر العسقلاني: «ولو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفنى القرطاس ونفدت الأنفاس فذاك بحر لا ساحل له.»

من أقواله
«ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.»
«لا أعلم شيئا يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة.»
«ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي.»
«ما أردت أن أتكلم بكلامٍ فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه.»
«أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.»
في الثقافة العامة

كان من مكانة الإمام البخاري الكبيرة أن اطلق اسمه تكريماً على عدد كبير من المساجد والمدارس والمعاهد وغيرها من الصروح في مختلف دول العالم. ومنها مسجد مؤسسة البخاري في كوالالمبور،ماليزيا. وغيرها من المساجد في مدن العالم كالزقازيق وطنطا وبورسعيد والمدينة النبوية ووهران والدمام والخبر ووجلجولية وغيرها. ومن المعاهد: معاهد البخاري الأزهرية للغات في القاهرة ومعهد الإمام البخاري للدراسات الإسلامية في عكار. ومعهد الإمام البخاري في بوسطن ومعهد البخاري في مينيابولس. وغيرها من المدارس الابتدائية والثانوية المنتشرة في أرجاء العالم. ومن صور تقديره والحفاوة به إصدار طابعا بريديا يُظهر رسماً تعبيرياً له في مصر عام 1969م.

أدبيّاً
تناول العديد من العلماء والمؤرخون والكتّاب سيرة حياة الإمام البخاري وعرضوها سرداً وتحليلاً وأُلّفت عنه المصنّفات والرسائل والأطروحات. وتنوّعت موضوعات هذه المؤلفات فاقتصر بعضها على عرض ترجمته من خلال سبر أخباره في كتب التاريخ والطبقات والرجال، وتوسّع بعضها في تناول جميع ما تعلّق به سواءً من أخبار وتراجم شيوخه وتلاميذه ورحلاته في البلدان والأمصار أو من لقيهم وحدّث عنهم ومن تكلّم فيهم، أو عن منهجه في تصحيح وتضعيف الأحاديث في كتاب الجامع الصحيح والفوائد الفقهية المستنبطة من تراجم أبوابه، وما تكلّم به العلماء من دراسة ونقد للكتاب وردود واعتراضات العلماء عليها وما يختص بذلك من أمور الصنعة الحديثية. بالإضافة إلى عناية العلماء بكتاب الصحيح ومؤلفاتهم حوله من شروح ومختصرات وتعاليق ومستدركات ومستخرجات وغيرها من المسائل.


ومن أشهر هذه المؤلفات:

جزء فيه ترجمة البخاري، للذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة مؤسسة الريان)
تحفة الإخباري بترجمة البخاري، لابن ناصر الدين، محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي. (تحميل الكتاب Bok) (طبعة دار البشائر الإسلامية)
هداية الساري لسيرة البخاري، لابن حجر العسقلاني. (طبعته دار البشائر)
الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري، لإسماعيل بن محمد العجلوني. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار النوادر)
الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح، لعبد الستار الشيخ. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار القلم)
الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين، لتقي الدين الندوي المظاهري. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار القلم)
سيرة الإمام البخاري سيّد الفقهاء وإمام المحدّثين، لعبد السلام المباركفوري. (تحميل الكتاب PDF: المجلد الأول - المجلد الثاني) (طبعة دار عالم الفوائد)
حياة البخاري، لمحمد جمال الدين القاسمي. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة دار النفائس)
الإمام البخاري محدثًا وفقيهًا، للحسيني عبد المجيد هاشم. (تحميل الكتاب PDF) (طبعة مؤسسة مصر العربية للنشر)
إعلاميّاً

البخاري إمام المحدثين، وأحد أكابر أعلام الهدى، الذين رفع الله ذكرهم، وخلد مآثرهم، وواحد من صفوة الصفوة الذين غرس الله محبتهم في القلوب، ورسخ تبجيلهم في النفوس، وسخر أقلام العلماء في القديم والحديث لتدوين سيرته، وإبراز مناقبه، وتسجيل مفاخره، ونشر مآثره، وتخليد آثاره. كان الإمام البخاري ذا ذا قدم راسخة في الورع والزهد، شريف النفس، شديد الاتباع للسنة، كثير العبادة، غاية في الشجاعة والسخاء، والكرم والعطاء وحسن العشرة، ولين العريكة.



سنة النشر : 2007م / 1428هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 9.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
عبد الستار الشيخ الدمشقي - Abdul Sattar Al Sheikh

كتب عبد الستار الشيخ الدمشقي عبد الستار الشيخ الدمشقي حفظه الله ،من مواليد دمشق ، الغوطة الغربية ، الكسوة عام 1955 م 1ـ حصل على الإجازة في علوم الحياة البيولوجيا من جامعة دمشق عام 1980 م .2ـ إجازة في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي ببيروت عام 2003 م . ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ❝ ❞ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم ❝ ❞ عبد الله بن مسعود عميد حملة القرآن وكبير فقهاء الإسلام ❝ ❞ الإمام الأوزاعي شيخ الإسلام وعالم أهل الشام ❝ ❞ الحافظ الذهبي مؤرخ الاسلام ناقد المحدثين إمام المعدلين والمجرحين ❝ ❞ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين والمفتى عليه في العالمين ❝ ❞ فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم الحسنين رضي الله عنهما ❝ ❞ أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ عثمان بن عفان رضي الله عنه الحيي السخي ذو الالكتبين ❝ الناشرين : ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد الستار الشيخ الدمشقي
الناشر:
دار القلم للنشر والتوزيع
كتب دار القلم للنشر والتوزيع بدأت دار القلم للنشر والتوزيع – دبي مشوارها مع النشر منذ سنوات عدة، وقدّمت للقارئ العربي في كل مكان إنتاجها المتجدد في مختلف فروع المعارف الإنسانية. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة ❝ ❞ العلاج السلوكي وتعديل السلوك ❝ ❞ الرجل الغامض ❝ ❞ تلبيس إبليس ❝ ❞ مختصر الصرف ❝ ❞ سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ❝ ❞ الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي ❝ ❞ قواعد الخط العربي - الخط الديواني ❝ ❞ الطفل من الحمل إلى الرشد ❝ ❞ العقيدة الإسلامية وأسسها ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أجاثا كريستي ❝ ❞ محمد ابن قيم الجوزية ❝ ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ محمد الغزالى السقا ❝ ❞ أبو الحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ شمس الدين الذهبي ❝ ❞ ابن سينا ❝ ❞ عبد الكريم بكار ❝ ❞ حسان شمسي باشا ❝ ❞ خالد بن صالح المنيف ❝ ❞ يوسف القرضاوي ❝ ❞ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ❝ ❞ صالح أحمد الشامي ❝ ❞ سيغموند فرويد ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ عبد العزيز بن محمد السدحان ❝ ❞ وهبة الزحيلي ❝ ❞ عبد الستار الشيخ الدمشقي ❝ ❞ هاشم محمد الخطاط ❝ ❞ محمد عبد الله دراز ❝ ❞ ماجد عرسان الكيلاني ❝ ❞ د.صلاح عبدالفتاح الخالدي ❝ ❞ محمود شيت خطاب ❝ ❞ د. محمد رجب البيومي ❝ ❞ إرنست همنغواي ❝ ❞ محمد علي الهاشمي ❝ ❞ أبو الأعلي المودودى ❝ ❞ زكي نجيب محمود ❝ ❞ قاسم عبده قاسم ❝ ❞ عبد الوهاب خلاف ❝ ❞ الراغب الأصفهاني ❝ ❞ سعد المرصفي ❝ ❞ عبدالله خضر حمد ❝ ❞ فيكتور إميل فرانكل ❝ ❞ ابوالحسن علي الحسني الندوي ❝ ❞ الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي أبو علي ❝ ❞ محمد علي البار ❝ ❞ محمد بن إدريس الشافعي ❝ ❞ محمد الخضري بك ❝ ❞ مصطفى أحمد الزرقا ❝ ❞ محمد عثمان شبير ❝ ❞ محمد بن الحسين الآجري أبو بكر ❝ ❞ إحسان عبد القدوس ❝ ❞ مشعل عبد العزيز الفلاحي ❝ ❞ لويس كامل مليكة ❝ ❞ د. عبد المجيد البيانوني ❝ ❞ محمد عماد ❝ ❞ عبدالحميد محمود طهماز ❝ ❞ مصطفى الخن / مصطفى البغا ❝ ❞ أبو حيان الأندلسي ❝ ❞ محمد حرب ❝ ❞ محمد جلاء إدريس ❝ ❞ عبد الهادى الفضلي ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ عبد الرحمن علي الحجي ❝ ❞ أبو إسحاق الشيرازي ❝ ❞ هدى درويش ❝ ❞ محمد مصطفى الزحيلي ❝ ❞ عبد الغني الدقر ❝ ❞ عمر بن أبي ربيعة ❝ ❞ محمد عبد الحميد الطرزى ❝ ❞ نزار أباظة ❝ ❞ عبد الوهاب عبد السلام طويلة ❝ ❞ سيد سليمان الندوي ❝ ❞ محمد العبده ❝ ❞ أحمد العلاونة ❝ ❞ سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني أبو داود ❝ ❞ مصطفى سعيد الخن ❝ ❞ محمد عيسى الحريري ❝ ❞ محمد تقي العثماني ❝ ❞ أمينة عمر الخراط ❝ ❞ محمد الدسوقي ❝ ❞ حسن ظاظا ❝ ❞ د.كمال إبراهيم مرسي ❝ ❞ محمد الزحيلي ❝ ❞ الإمام العز بن عبد السلام ❝ ❞ عبد الرزاق الكيلاني ❝ ❞ د أحمد عرفة ❝ ❞ أمين رويحه ❝ ❞ د.خلدون الأحدب ❝ ❞ عبد الحليم أبو شقة ❝ ❞ شاكر مصطفى ❝ ❞ إياد خالد الطباع ❝ ❞ إبراهيم محمد العلي ❝ ❞ محمد أبو الفتح البيانوني ❝ ❞ عبد الستار الشيخ ❝ ❞ فتيحة فرحاتي ❝ ❞ أحمد عبد الرحيم مصطفى ❝ ❞ عبد الله التل ❝ ❞ د. فاروق عمر فوزي ❝ ❞ محمد عبد الوهاب خلاف ❝ ❞ المستشار محمد عزت الطهطاوي ❝ ❞ د. يحى الخشاب ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ محمد محمد حسن شراب ❝ ❞ صفوان بن عدنان داوودي ❝ ❞ جودة محمود الطحلاوي ❝ ❞ محيي الدين مستو ❝ ❞ حسين والي ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ أحمد بن عبد الله الباتلي ❝ ❞ عبدالسلام عبدالعزيز فهمي ❝ ❞ محمد أكرم الندوي ❝ ❞ علي أحمد الندوي ❝ ❞ أبو منصور الجواليقي ❝ ❞ محمد عبد الله أبو صعيليك ❝ ❞ مغلطاي بن قليج ❝ ❞ مجاهد مأمون ديرانية ❝ ❞ نزيه حماد ❝ ❞ سهير الدلال ❝ ❞ باسل شيخو ❝ ❞ محمد نبيل النشواتي ❝ ❞ إبراهيم محمد الجرمي ❝ ❞ مفرح بن سليمان القوسي ❝ ❞ مشهور بن حسن آل سلمان أبو عبيدة ❝ ❞ محمد حسن بريغش ❝ ❞ فاروق حمادة ❝ ❞ سائد بكداش ❝ ❞ إبراهيم أمين الجاف الشهرزوري البغدادي ❝ ❞ د.محمد مطيع الحافظ ❝ ❞ ابو الحسن على الحسنى الندوى ❝ ❞ رفيق يونس المصري ❝ ❞ الرحبي المارديني البقري ❝ ❞ أحمد بن محمد بن أحمد السمرقندي الحدادي ❝ ❞ د. رؤوف شلبى ❝ ❞ د. عزية على طه ❝ ❞ طه عبد المقصود عبية ❝ ❞ وهبي سليمان غاوجي ❝ ❞ عزية علي طه ❝ ❞ مازن صلاح مطبقاني ❝ ❞ طه ياسين ❝ ❞ سامي مكي العاني ❝ ❞ د. عبد المنعم أبوبكر ❝ ❞ محمد رحمة الله الندوي ❝ ❞ قاسم بن قطلوبغا السودوني أبو الفداء ❝ ❞ محمد عثمان جمال ❝ ❞ د. محمد رزق سليم ❝ ❞ عدنان محمد زرزور ❝ ❞ العز بن عبد السلام ❝ ❞ عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان ❝ ❞ الدكتور ف عبد الرحيم ❝ ❞ أد سلوى الملا ❝ ❞ كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي ❝ ❞ حامد محمد خليفة ❝ ❞ محمد بن محمد بن أحمد الغزال الدمشقي سبط المارديني ❝ ❞ عبد التواب هيكل ❝ ❞ د. بول غليونجى ❝ ❞ ذاكر الاعظمي ❝ ❞ محمد عزت الطهطاوي ❝ ❞ عبد الحميد صديقى ❝ ❞ سماء زكي المحاسني ❝ ❞ عصام تليمة ❝ ❞ مثنى أمين الكردستاني ❝ ❞ بديع السيد اللحام ❝ ❞ عبد العزيز سيد هاشم الغزولي ❝ ❞ سيد محمد عاشور ❝ ❞ باولو فرايرى ❝ ❞ رمزي نعناعة ❝ ❞ مازن المبارك ❝ ❞ إبراهيم باجس عبد المجيد المقدسي ❝ ❞ عبد الحميد طهماز ❝ ❞ محمد فوزي فيض الله ❝ ❞ عمر بن علي بن سمرة الجعدي ❝ ❞ يوسف يوسف ❝ ❞ سيف الله أحمد فاضل ❝ ❞ راشد المبارك ❝ ❞ ليلى الخضري ❝ ❞ د.عبدالله محمد الرشيد ❝ ❞ عبد المجيد محمد السوسوة ❝ ❞ هلا أمون ❝ ❞ محمد علي كاتبي ❝ ❞ تقي الدين الندوي المظاهري ❝ ❞ عبد الله نومسوك ❝ ❞ محمدعلي البركوي ❝ ❞ محمد اجتباء الندوي ❝ ❞ د. زهير أحمد السباعى د. محمد على البار ❝ ❞ محمد ياسر القضماني ❝ ❞ ولي الدين الندوي ❝ ❞ بسمة أحمد جستنية ❝ ❞ لقمان الحكيم ❝ ❞ جميل سلطان ❝ ❞ مشهور بن حسن محمود آل سلمان ❝ ❞ عائدة راغب الجراح ❝ ❞ إسرائيل بن شموئيل الأورشليمى ❝ ❞ عبد الله محمود ❝ ❞ حازم زكريا محيي الدين ❝ ❞ د. أحمد نصرى ❝ ❞ مصطفى كمال عبدالعليم وسيد فرج راشد ❝ ❞ عياده أيوب الكبيسي ❝ ❞ الحسين الشبوكي ❝ ❞ علي بن محمد بن عبد الملك ابن القطان أبو الحسن ❝ ❞ عبد الوهاب عبد السلام طويلة و د. محمد أمين شاكر حلواني ❝ ❞ ماجد لحام ❝ ❞ أبو الأعلى المودي ❝ ❞ محمد عطية خميس ❝ ❞ عبد الوهاب عبد السلام الطويلة ❝ ❞ عبد الناصر أبو البصل ❝ ❞ عبد الرازق عيسى ❝ ❞ إبراهيم محمد العلي، إبراهيم باجس عبد المجيد ❝ ❞ عبد الله محمود الطنطاوي ❝ ❞ عماد زكى ❝ ❞ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف ❝ ❞ عصام الغمامي ❝ ❱.المزيد.. كتب دار القلم للنشر والتوزيع